مواضيع المدونة

الاثنين، أبريل 21، 2008

بعض مواعظ ومذاكرات الشيخ القطب الكبير أبي العباس المرسي قدس سره


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على من منه انشقت الأسرا ر , وانجلت الأنوار , ولمقدمه الشريف هطلت أنوار الأمطار, وتبلجت مصابيح الدجى بسطوع شمس الضيا وتفتق الأنهار , وجريان السلسبيل العذب المعطار, وعلى آله بذور الهدى الأنوار المعصومين الأطهار وعلى ذرياتهم حاملي المشعل والنور و الأنوار, وسلم تسليما كثيرا على الأبرار, الأباة الأحرار , في كل زمان ومكان بالاستغراق التام في شهود المنة والطول والحول والوحدانية لك يا ألله , يا خالق النهار والليل الأليل بكثرة الصلاة على المدلل , الدال عليك بقدرتك في سحائب رحمتك بعلمك بالنملة الصماء في الليل الأليل وسلم تسليما كثيرا


هذه بعض مواعظ ومذاكرات الشيخ القطب الكبير أبي العباس المرسي الشاذلي المشيشي عليه السلام من كتاب المعزى في مناقب أبي يعزى لمؤلفه أبي العباس الهروي التادلي الشاذلي:


...أما أبي العباس المرسي لما قيل له ألا تتسبب؟ قال: للناس أسباب وسببنا الإيمان والتقوى।

قال مولانا عز وجل:ِِ (ولو أنَّ أهل القُرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) [الأعراف : 96 ]।...........

وكان أبي العباس المرسي عليه السلام أراد صاحب الإسكندرية أن يحاسنه ويعين أصحابه ويوسع عليهم، فقال: حتى أشاور أصحابي، فلما شاورهم رأى منهم ميلا لذلك فقال لهم: اللهم اغننا عنهم ولا تغننا بهم...

يحكى عنه عليه السلام قال في قوله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا)[النساء: ]

قال: سمي خليلا لأته تخالل سره محبة الله تعالى।

وقال الشاعر:

قد تخللت مسلك الروح مني ــــــ وبذا سمي الخلـــــيل خليلا

وإذا مانطقت كنت حكيمــــا ــــــ وإذا ما صمت كنت العليلا

قال عليه السلام عند قوله تعالى:( وإبراهيم الذي وفى ) [النجم] بمقتضى قوله حسبي الله، فلت _أي التادلي_ ويصح أن يكون وفى لله في كل ما اقتضاه منه حق العبودية فكان مستسلما إليه في جميع الأحكام فلما أتاه سيدنا جبريل عليه السلام قال: أليس لك مني حاجة؟ قال أما إليك فلا وأما إلى الله فبلى।وكذا في ولده فقد استسلمه للقربان فلما علم صدقه فدي بالقربان فلما تحقق صدقه بالامتحان جعل للناس إماما। وروي أنه امتحن بأربعين آية فوفى فيها بحقائق الصدق।

وروي عنه عليه السلام أنه قال في قوله عز وجل: ( وبالأسحار هم يستغفرون )[الذاريات] من طاعتهم ومن أعمالهم التي قاموا فيها في ليلهم ويشهدونها في نفوسهم

قال تاج الدين عليه السلام في لطائفه: دليل ما قال الشيخ عليه السلام: إن الله وصفهم قبل ذلك بقوله:( كانوا قليلا من الليل مايهجعون) [الذاريات]।

ثم فال(وبالأسحار هم يستغفرون) فلم يتقدم في ليلهم ذنوب يكون استغفارهم منها، وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله (كان إذا سلم من صلاته استغفر ثلاثا)[ذكره ابن حجر في فتح الباري، والصنعاني في سبل السلام]

قلت _التادلي_: وعلى هذا تواطأ المحققون من أهل هذا الشأن في الإستغفار من رؤية الأعمال، بل ومن كل شيء دونه، يتوبون بكرة وعشيا।

وكلما رأوا من أعمالهم لا يعدونه بحسنة يقولون الخالص من الأعمال مرفوع من القلوب فلا نراه، فكان شأنهم التحقق في العبوديةوالقيام بأوصاف الربوبية والفرار من الحظوظ النفسانية، وكتاب تاج الدين عليه السلام استوفى جميع ذلك بالجملة والتفصيل فهو مشتمل على دواوين تصوف الكبار......



الأحد، أبريل 20، 2008


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على مولانا محمد وآله وسلم






33- المولى عبد العزيزوكتاب الإبريز






للشيخ المولى المقدس


تاج العارفين مولانا القطب الغوث السيد المعظم سيدي الإبراهيمي الأندلسي الشاذلي قدس الله سره






مقدمة الكتاب




الحمد لله الذي فتح لأوليائه طريق الوسائل , وأجرى على أيديهم الكريمة أنواع الفضائل , فمن اقتدى بهم انتصر واهتدى , ومن حاد عن طريقهم انتكس وتردى , ومن تمسك بأذيالهم أفلح و أدرك , ومن قابلهم بالأعتراض انقطع و هلك أحمده حمد من علم ان لا ملجأ منه إلا إليه , وأشكره شكر من تحقق أن خيري الدنيا و الآخرة بيديه , وأستعينه استعانة من لا يعول في الأمور إلا عليه , وأصلي علي سيدنا محمد وعلى آله و أسلم عليه وعلى آله عدد خلق الله الكريم و أفضاله.




أما قبل ,


فإني أحمد الله الكريم العطاء على امتنانه علي بدرك نعمه العظمى من حيث أنني لا أرى علي إلا فضله , فلا عمل إلا من توفيقه ولا علم إلا من تعليمه بل هم الكل في الكل وهو الموجود وغيره العدم إلا من أوجده الله إلا من أعطاه الله إلا من أكرمه الله و لم يكن للخلق دخل في ذلك إلا من جعله الله واسطة النفع و الخير و وسيلة العز و الهناء و من يستنقذ الله به من الضلالة و العمى و يدفع به الشر و الحر وهم مولانا محمد و آل بيته عترته و من سبقه من نبي و من أتى بعده من ولي فهم من جعل الله أبواب الهدى و معاريج الأرواح و مرقاة الأسرار فاللهم صلي على مولانا محمد و آل بيته و كل نبي وولي من أهلك وخاصتك ,




وقد كنت في أيام الطلب شغوفا بمكاتيب أهل الطريقة الشاذلية المشيشية وكنت أقرأ بنهم شديد كل ما يمت للتصوف بصلة و أعجب به و أجد في ذلك راحة الروح و سلسبيل الفرح و أجدني وكأنني معهم و في حضرتهم و واحد منهم , ومن أساطين الطريق الذين جمعني الله بهم مولانا عبد السلام بن مشيش و مولانا أبي الحسن الشاذلي و مولانا عبد القادر الجيلاني قدس الله أسرارهم , والمولى قطب الطريق و غوث زمانه الرجل الكريم الطيب المصداق مولانا القطب الغوث سيدي عبد العزيز الدباغ قدس الله سره العزيز , وشغفت أيما شغف بكتاب تلميذه المسمى ’’ الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز ’’ الدباغ لجامعه الشيخ العلامة البحر الفهامة سيدي أحمد بن المبارك قدس الله سره , وكان هجيري و سميري لا أمل من قراءته , و عرفت فاس المقدسة كما عرفنيها مولاي عبد العزيز وتلميذه سيدي أحمد , وتعرفت على أوليائها بهما و زرتهم في قبابهم قبل أن تطىء رجلاي أرض القباب المنيرة بفاس المقدسة ,




الآن وقد سلطنوني في طريقهم بإذن الله وآذنوني بنشر علوم الطريق , أ عود لأحكي للقلوب الحرة حديث الصفاء و الوفاء , و سوف لن أقول : ولما شب عمرو عن الطوق ... لما تحمل في طياتها من سوء الأدب و إن تسربل بالعتب , لكنني أقول أبقى تلميذ حضراتك سادتي أولياء الله و إن بلغت ما بلغت ... فببركاتكم ودوام دعائكم لي حصل النفع و الإستنفاع ولكم وإني لشخصكم و لذاتكم وأرواحكم محب عاشق إذ انتم مظهر التجلي الإلهي النبوي العلوي و لا أريد أن ألتفت فأجدني وحيدا , بل أريد أن نبقى متصلين بحبل المودة العظمى و التوحد التام قلبا و قالبا على قلب رجل واحد فما وجودنا إلا تجلي للحضرة المقدسة لباب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .الآن وبالإذن من مولاي عبد العزيز الدباغ عليه السلام أقوم لأنفض غبار القاسية قلوبهم عن هذا الكتاب و أقدمه لأهل عصرنا كما يفهمه من ألف حديث العولمة و أخبار الفن و لا بأس بالتصوف إن كان فلكلورا نجذب به السياح و نحقق المصلحة , ودعنا من هذه الدروشة ... ودعنا من هذه الشروح و الصلوات .... و ليكن سباقا لحناجر الذئاب تتكلم بأشعار الأولياء و قلوبها أقسى من الحجر و مطلبها الدينار و مدح البشر... !! وأي بشر !! كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ينبأ الإنسان بما قدم وأخر .




الآن نعود لنفض غبار القرون عن العيون المبصرة في كتب الصالحين لترى خبر السماء و الأرض من خلال فتوح أولياء الله التراجمة بعد النبي وآله لتعاليم الإسلام المجيد , الإسلام كل الإسلام ..... لا ما يعرفه الكارهون لأولياء الله و لعلومهم و أنى لهم و لو نظروا بألف عين في كتب العارفين فلن يروا فيها إلا أنفسهم الحاقدة على أبناء الزهراء العارفين بالله , والسلام على الزهراء و أبيها و بعلها وبنيها عدد علم الله المستودع فيها و في أبيها و بعلها و بنيها عدد الحاقدين و الكارهين و عدد المحبين و المحبوبين .الآن تبدأ كلمة الله بالمسير عبر هذه الصفحات المشرقة من صور الخالدين في علياء الحب الإلهي و العرفان الصافي حتى التحرير , التحرير للنفس من براثن الشيطان , التحرير للذات من ظلمات التأثير النفسي الشيطاني الشعوذي , التحرير للإنسان كل الإنسان من نزعات الهوى و نزغات الشيطان و أعوانه , و لله الأمر من قبل و من بعد , ويومئذ يفرح المومنون بنصر الله .






أما بعد , فيقول صاحب الكتاب الشيخ سيدي أحمد بن المبارك تلميذ مولاي عبد العزيز الدباغ قدس الله سره : ( فإنه لما من الله علي وله الحمد و الشكر بمعرفة الولي الكامل , الغوث الحافل , الصوفي الباهر , نجم العرفان الزاهر , صاحب الإشارات العلية , والعبارات السنية , والحقائق القدسية , والأنوار المحمدية و الأسرار الربانية , و الهمم العرشية , منشىء معالم الطريقة بعد خفاء آثارها , ومبدىء علوم الحقائق بعد خبو أنوارها , الشريف الحسيب الوجيه النسيب , ذي النسبتين الطاهرتين , الجسمية و الروحية , والسلالتين الطيبتين الشاهدية و الغيبية , والولايتين الكريمتين الملكية و الملكوتية , المحمدي العلوي الحسني , قطب السالكين , وحامل لواء العارفين , شيخنا و سيدنا و مولانا عبد العزيز بن سيدنا ومولانا مسعود بن سيدنا ومولانا أحمد بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا أحمد بن سيدنا ومولانا عبد الرحمن بن سيدنا ومولانا قاسم بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا أحمد بن سيدنا ومولانا قاسم بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا ابراهيم بن سيدنا ومولانا عمر بن سيدنا عبد الرحيم بن سيدنا ومولانا عبد العزيز بن سيدنا ومولانا هرون بن سيدنا ومولانا قنون بن سيدنا ومولانا علوش بن سيدنا ومولانا منديل بن سيدنا ومولانا علي بن سيدنا ومولانا عبد الرحمن بن سيدنا ومولانا عيسى بن سيدنا ومولانا أحمد بن سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا عيسى بن سيدنا ومولانا إدريس الأزهر بن سيدنا ومولانا إدريس الأكبر بن سيدنا ومولانا عبد الله الكامل بن سيدنا ومولانا الحسن المثنى بن سيدنا ومولانا الإمام الحسن السبط المجتبى بن سيدنا ومولانا الإمام الأعظم أمير المومنين علي بن أبي طالب أسد الله الغالب و بن سيدتنا ومولاتنا المقدسة فاطمة الزهراء عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الصلاة والسلام بنت سيدنا ومولانا سيد الوجود وعلم الشهود خاتم الأنبياء و المرسلين مولانا رسول الله محمد بن سيدنا ومولانا عبد الله بن سيدنا ومولانا عبد المطلب بن سيدنا ومولانا هاشم عليهم السلام ورضي الله تعالى عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم .




يقول المؤلف :








عن مكتوبات الشيخ قدس الله سره

السبت، أبريل 19، 2008

قصيدتا البوصيري و المزدري قدس الله سرهما في مدح الغوث الشاذلي عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على من منه انشقت الأسرا ر , وانجلت الأنوار , ولمقدمه الشريف هطلت أنوار الأمطار, وتبلجت مصابيح الدجى بسطوع شمس الضيا وتفتق الأنهار , وجريان السلسبيل العذب المعطار, وعلى آله بذور الهدى الأنوار المعصومين الأطهار وعلى ذرياتهم حاملي المشعل والنور و الأنوار, وسلم تسليما كثيرا على الأبرار, الأباة الأحرار , في كل زمان ومكان بالاستغراق التام في شهود المنة والطول والحول والوحدانية لك يا ألله , يا خالق النهار والليل الأليل بكثرة الصلاة على المدلل , الدال عليك بقدرتك في سحائب رحمتك بعلمك بالنملة الصماء في الليل الأليل وسلم تسليما كثيرا




قال ابن الصباغ الشاذلي في كتابه درة الأسرار وتحفة الأبرار ومن نظم الشيخ الصالح أبي محمد عبدالله المزدري في سيدنا الشيخ العارف بالله أبي الحسن الشاذلي لما سافر من تونس إلى الديار المصرية:

واذكر الشيخ ما أجل علومــــــــــه ـــــــــــــــ فالشاذلي يدعى حفيد نبيــــنا
دامت سياحته بإفريقيا وبــــــتــــها ـــــــــــــــ له إخوان صدق بيننــــــــــا
وبنى بتونس بيتا عرفت بـــــــــــه ــــــــــــــ أجاد مبانسها بسوق بلاطـنا
بعد السياحة كان وقت بنـــــــــائها ــــــــــــ دارا وقيسارية لمعاشنـــــــــا
لما بنى بعد الزهـــــادة والــــــــذي ـــــــــــ تسكن إليه النفوس من أسبابنا
سلبته منه يد التأديب عنــــــــــــوة ــــــــــــ حفظا لنا كينا تصان طريقنــا
لا يعرف الأشواق إلا من اكـــوى ـــــــــــــ بنار الشوق بين ظهورنــــــا
فسطا عليه ابن البرا وفتنـــــــــــه ــــــــ حتى تنقل بالإذن عن إقليمنــــــا
عوفي الشريف من القياس بعدمـا ــــــــــ بنيت وتمت وانقضى بنياننـــا
فغدا عن العيون يركض عيشــــه ـــــــ نخو الكفيل في أرق حديثنــــــــا
عمر المشارق بعد ذلك مـــــــــدة ـــــ وبنى بها مجدا نقيض بنائنـــــــــا
لما انقضى العمر العزيز وقربت ــــ منه الرواحل للرحيل لربنـــــــــــا
نودى فلبى بالحجيج مبـــــــــادرا ــــ باب الإله ففر عن أبوابــــــــــــــنا
ترك النبيين وكل شيء عـــاجلا ــــــ وأتى حميقرة فنال بها المنـــــــى
يا ليت شعري بالحبائب نلــتقي ــــ بعد البعاد ويطرح عنا العــــــــــــنا
خلت الديار فلا كريم يرتجـــى ــــــ منه النوال ولا يلح عشيقنــــــــــــا
هذه المناكر آذنت بفراقنـــــــــا ـــــ فالله يصلح ما به إصلاحـــــــــــنا
فالله يرحمه برحماه الــــــــتي ــــ شملت جمع عصاتنا وهداتـــــــــــنا



قال الإمام البوصيريقدس سره صاحب البردة في مدح سيدي أبي الحسن قدس سره
أما الإمام الشاذلي طريقه ــــــــــ في الفضل واضحة لعين المهتدي
قطب الزمان وغوثه وإمامه ــــــــ عين الوجود لسان سرّ الموجــدي
ساد الرجال فقصّرت عن شأوه ـــــــ همم المآرب للعلى والــــسؤدد
فتلقّ ما يلقي أليك فنطقه ــــــــ نطق بروح القــدس أي مؤيـــــــــــد


الاثنين، أبريل 14، 2008

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على من منه انشقت الأسرا ر , وانجلت الأنوار , ولمقدمه الشريف هطلت أنوار الأمطار , وتبلجت مصابيح الدجى بسطوع شمس الضيا وتفتق الأنهار , وجريان السلسبيل العذب المعطار, وعلى آله بذور الهدى الأنوار المعصومين الأطهار وعلى ذرياتهم حاملي المشعل والنور و الأنوار, وسلم تسليما كثيرا على الأبرار, الأباة الأحرار , في كل زمان ومكان بالاستغراق التام في شهود المنة والطول والحول والوحدانية لك يا ألله , يا خالق النهار والليل الأليل بكثرة الصلاة على المدلل , الدال عليك بقدرتك في سحائب رحمتك بعلمك بالنملة الصماء في الليل الأليل
وسلم تسليما كثيرا

إلى عشاق السادة الأشراف أهل البيت النبوي الشريف
إلى محبي ومنتسبي الطريقة الشاذلية المشيشية
إلى من يحب الطود المعلى العلم الجبل
التاج العرفاني المقدس
مولانا قطب الصلاح و الفلاح
سفينة النجاة وكهف الأنام
الوارث الأكبر والكنز المطلسم
مولانا القطب الغوث العارف بالله الصمداني
باب المدينة


مولانا الإمام السيد الشيخ سيدي نور الهدى الإبراهيمي الأندلسي الشاذلي قدس الله سره
عليه السلام


نقدم لكم
باقة من مرئياتنا
وقد صدر الإذن فيها من الجناب المقدس
على
http://www.youtube.com/shadiliatv

عن : مكتب الوكيل العام
للسيد المولى المقدس العميد الأكبر للسادة الأشراف أهل البيت عليهم السلام
وشيخ الشاذلية المشيشية
ب : أوربا
==
سويسرا , جونيف

تغني الفضلاء بسبيل العرفاء أهل الشاذلية الفضلاء


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي على من منه انشقت الأسرا ر , وانجلت الأنوار , ولمقدمه الشريف هطلت أنوار الأمطار, وتبلجت مصابيح الدجى بسطوع شمس الضيا وتفتق الأنهار, وجريان السلسبيل العذب المعطار, وعلى آله بذور الهدى الأنوار المعصومين الأطهار وعلى ذرياتهم حاملي المشعل والنور و الأنوار, وسلم تسليما كثيرا على الأبرار, الأباة الأحرار , في كل زمان ومكان بالاستغراق التام في شهود المنة والطول والحول والوحدانية لك يا ألله , يا خالق النهار والليل الأليل بكثرة الصلاة على المدلل , الدال عليك بقدرتك في سحائب رحمتك بعلمك بالنملة الصماء في الليل الأليل وسلم تسليما كثيرا



أورد بحول الله وقوته قصيدتين مباركتين من عند بعض العارفين بالله تغنوا بها في رحاب السادة الشاذلية المشيشية قدس الله سرهم وهما:



بنفســـــي قوم عظــــم الله قــــدرهم ــــــــوأكرمهم بين الخلـــــيقة بالســــــــر

ملوك عـــــلى وجه البسيطة لم نـــر ـــــــبأحسن منهم في الجـلالة والقـــــــدر

لـــــهم صولة في العالمين ونورهـم ــــــــسرى سير شمس الأفق في أيما قطـر

هـــــم الشــــــاذلـية الذين تمســـكوا ــــــــبحبل رسـول الله في العســر واليســر

لهم رتبة علياء فوق جــــــمبعــــــهم ــــــــبنســــــبتهم للشــــاذلي أبـي الفخــــــر

أشادوا مبــــاني الدين والعلم والهدى ـــــــــوأسفروا عن ثغر الطــريقة كالبـــــدر

هم القوم لايشــــقى بهم من أحـــبهم ـــــــــــومن كان منهم لا يخـــــاف من الشـــر

هم الأولياء الصــــالحون أئــــــــمة ــــــــــكنوز الورى غوث المريـــدون بالنصر

إذا ذكروا بين الأنــــــام تحــــــذرت ــــــــــدموع جفون كالجمان على البـــــــحر

عليك بهم واســلك ســــــبيل طريقهم ـــــــــــفإنك تحظى بالهبات وبالظـــــــــــــفر

فلا راحة للصــــــب دون لـــــقائهم ـــــــــــ هم من هم للمشـــــتاق من ألــــم الضر

إلى بابهم يرتاح كل متـــــــــــــــــيم ـــــــــــــ دعته أمور معضــــلات عن الخـــــير

فهم مقصدي أنسي وروحي وراحتي ـــــــــــــ وهم نزهي عرسـي محلهم صــــدر

يلقد ملكوا قلبي وقلبي يحـــــــــــــبهم ــــــــــــــــ فلا عنهم الوى العنان مدى الدهـــــــر

فلا عيش إلا عيشهم تحت ظـــــــلهم ــــــــــــــــ ورؤيتهم تغني الفقير من الفقـــــــــــر

عليهم ســـــلام الله ما لاح بـــــــارق ـــــــــــــــ وغنى حمام الأيكة القضب الخضـــــر





وقال غـــــــــــــــــــــــــيره:


للشاذلية أسرار مســـــــــــطرةــــــــــــــــــــ يكل عن عدها القرطاس والقلم

حازوا المعالي والأنـوار قاطبة ـــــــــــــــــــ العلم زانهم والحلم والكــــــرم

قوم أقامهم المـــــــولى لخدمته ــــــــــــــــــ واختارهم فهم السادة والخـــدم

النور جملهم والحق كمـــــلهم ــــــــــــــــــــ والسر خلصهم للـــه درهـــــم

لهم عجائب لا تحصى مئاثرهاــــــــــــــــــ كل له في الورى جاه ومحترم

السبت، أبريل 12، 2008

خصائص ومزايا الطريقة الشاذلية المشيشية بقلم شاذلي زمانه مولانا نور الهدى الهدى قدس الله سره

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على مولانا محمد وعلى آله عدد نعمك وجودك وسعة ملكك وسلطانك كما تحب وترضى صلاة دائمة بدوامك مستقصية جميع رحماتك تنجلي بها عنا الظلمات و تنكشف عنا المدلهمات ونبلغ بها أرفع مراقي العز و أبهاها و أنورها و أسناها وتفرج بها عنا وتسمع بها منا وتكون لنا كما كنت لمولانا محمد وآل بيته ولأنبيائك و رسلك وسائر أوليائك إنك ياربنا قريب سميع وكيل متكفل بي وبمن أحاطت وتحيط به شفقة قلبي وإشراف عنايتي من ذوي العهد الميمون والسر المكتوم و النبأ المعلوم ,فأيما باغ وحاسد وحاشد و عدو وطارق من الخلق انتوى مع العزم كيدنا وضرنا أخذته غاشية من عذاب الله لاتبقي ولا تذر إنك يامولانا الموجود الحق و الإله الحقيق و سلم تسليما على مولانا محمد وآله لا تغادر من السلام الذي هو أنت والذي هو منك إلا متعت به مسامعه و مسامعهم دائما سرمدا كما أنت وهم أهله إنك الرب
المجيد .



أما قبل

كثر الحديث عن التي أهواها !! ... ما اسمها ؟!!.. مالونها ؟!!.. شقراء أم سمراء !!.. مشرقية أو مغربية!!.. عربية أم أعجمية !!..من قوم عيسى أو من قوم موسى !!.. هي أجمل من كل جميلة !!.. هي أغرب مارأت عيني !!..هي طور وكتاب منشور .. . هي أحلى لحن أطرب سمعي !!.. هي أشهى ماتأمل طرفي ...إنها طريق القرب ...إنها موطن الحب ....إنها أنشودة الصباح ....إنها زغرودة المساء ....إنها أطيب من ريح المسك ....إنها أفخم من قولي و فوق الإفك .....إنها سر عاد من الغيب ...إنها بلسم من الزمان البعيد .... تخبرني خبر السماء... تعرفني عربون الوفاء ....تذكري أيام السناء ...تتحف قلبي بنسمات الضياء .... تفرج عن الخاطر المكدود .... تزهر بقربي عطر الزهراء .... تحدثني عن السمراء وعن سامراء ....تقرب لي المسافات .... تكتنفني بها المسرات .... أبدو من جديد أنا الشريد ....تطعمني من طيب يديها .... تدثرني من نسمات البرد ..... تدفئ قلبي من قطرات الورد .......إنها سيدة من السادات .... إنها من خطبها جبريل لرجل فوق العادة .... لتعود كما كانت مجرى للنيل .... إنها العصماء الإسكندرية ....إنها بوح الصوفية ... إنها الطريقة الشاذلية المشيشية ....طريق الثلاث إن شئت ....طريق الأطهار وامتداد الأحرار.....إلى السيد العلي الكرار.

قد يستغرب الناس استهلالي الكلام بكلمات اعتاد أصحابها سماعها –مع زيادةفي بعض الكلمات - ربما لأن المشهور بها عراقي من ذكرى الآباء و الأجداد أو لأنه ذكرني باسم شهرته المقتبس من اسم مولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام وهو سر شهرته الخفي , أو لأن هكذا جرت الكلمات على لساني وأنا أعتزم تحديث من يقرأ لي من أمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عن من كثر الحديث حولها سرا وجهرا ألا وهي طريقة التصوف المسماة بالطريقة الشاذلية المشيشية , في هذه الجلسة الليلية و العالم يحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام المتزامن مع
عيد الله الأكبر
عيد الغدير
وكلمات مرتلة أتت فجأة على لسان مقرء يقرأ على إحدى القنوات قوله تعالى : ( وجعلنا بن مريم وأمه آية و أويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) .... ياسبحان الله من استحضر الله وجده يخاطبه بكل لسان ناطق حوله مما يطمئن له قلبه ليعلم من ينصره ورسله بالغيب .
فمبارك بإذن الله للسيدة المقدسة مريم بنت عمران عليهما السلام ما أعطاها الله من ولادة السيد المسيح عيسى عليه السلام كلمة الله وما حباها من نعمه العظمى .
أيتها السيدة الطاهرة المعصومة مبارك لك كلمة الله وسلام عليه يوم ولد و يوم بعث ويوم يعود بعودة المعصومين لتملأ عدلا وقسطا تحقيقا للوعد الأزلي الإلهي الذي تمخض من الموقف الأعظم في غدير أهل البيت عليهم السلام , ويتلو المقرء ثانية على مقربة مني : إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون .... ياسبحان الله يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون ...ولو كره الكافرون ....ولو كره الظالمون .

أما بعد

حديثي المؤمل عن مزايا وخصائص الطريقة الشاذلية المشيشية التي كثر الحديث عنها سرا وجهرا برا وبحرا , فأترك الكلام لأحد رجالات المحبة و العرفان من أهل الفن يحدثكم – مع تدخل تفسيري توضيحي في بعد الأحيان حتى نكون داخل النسق التجديدي للتصوف في قلوب وعقول الأمة –عن هذه المزايا ينقلها لكم العلامة أبي علي الحسن بن محمد بن قاسم الكوهن الفاسي المغربي المتوفى سنة 1347 ه من كتابه : ’’ طبقات الشاذلية الكبرى ’’ المسمى ’’ جامع الكرامات العلية في طبقات السادة الشاذلية ’’ .


يقول الكوهن الفاسي المؤلف في كتابه المذكور ص : 54 – 55 –56-75-58-59 طبعة دار الكتب العلمية –بيروت/ لبنان –

< ... وقد وقفت على تأليف عجيب للأستاذ الإمام الجهبذ الهمام العارف الرباني والولي الصمداني القدوة الأمجد المربي الأوحد المرحوم بكرم الله أبي عبد الله سيدي محمد بن محمد بن مسعود بن عبد الرحمن بن عقبة المدغري الحاجي قبيلة الفاسي الشاذلي طريقة المدني خرقة و إرادة رضي الله عنه و نفعنا به , ذكر فيه خمسة وعشرين وجها من الوجوه التي فضلت به الطريقة الشاذلية غيرها من الطرق , ولنتمم الفائدة بذكرها هنا تقوية وتنشيطا لقلوب السالكين وترقية لهمم الإخوان الصادقين . غير أني أذكر مختصرها برمته نصا و مطولها مختصرا أو بالمعنى تقريبا وتسهيلا و تبشيرا , وأشير إلى مااندمج فيه – المطول من المباحث الرفيعة – تنبيها لمن أراد مراجعتها فيه وعلى الله الكمال .

الوجه الأول : أنهم مختارون من اللوح المحفوظ / أي أهل الطريقة الشاذلية المشيشية .

الوجه الثاني : أن مجذوبهم يرجه إلى الصحو
الوجه الثالث : أن القطب لا يكون إلا منهم

الوجه الرابع : أنهم مأمونون من السلب ( أقول : أي أنهم بعد أن يقع لهم الفتح الرباني الذي يقع للأولياء تحصل لهم عصمة من الله أن يلعب بهم الشيطان أو يسلب منهم نور الفتح وعلومه و مقتضياته الظاهرة و الباطنة , وهذا خاص بأهل الطريقة الشاذلية المشيشية عطاء من الله ومن أسرار ذلك أنهم موصولون بحبل الأئمة الأطهار عليهم السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي أنهم على عقيدة كاملة وعلى كمال من الدين , بل لقد رأيت عيانا قبل سنوات بعضا ممن حصل علوم الأولياء الوفقية وصار له فتح جزئي وهو على غير طريقة الشاذلية المشيشية وتعسف في استعمال التصريف الجزئي الذي حصل عليه من الرياضات هو وتلامذة له وهم من أهل اليمن , ولقد رأيت أنئذن الإمام الشاذلي قدس الله سره غضب على تعسفهم وسوء استعمالهم لبعض التصريفات وسلبهم تلك الأسرار- أعذانا الله - فعادوا كسائر الناس لا قوة روحية لهم وكانوا عبرة لمن لا يعتبر - والله على ماقول شهيد وهذا مني بإذن الشيخ رضي الله عنه - وهذا معروف عن الإمام الشاذلي في حياته وحتى بعد ذهابه عليه السلام )

الوجه الخامس : أن المريد إذا أتاهم يلقنونه الإسم الأعظم , لأنه للتعلق , وهو اسم الذات , ولذلك يقال لهم الذاتيون , وهذا الإسم مخصوص بهم , وإذا ما أطلق عند القوم فالمراد بهم أهل الطريقة الشاذلية ( قلت : و المشيشية لكي لا ننسى المولى عبد السلام بن مشيش قدس الله سره )

الوجه السادس : إن شيخ التربية لا ينقطع من طريقهم إلى يوم القيامة ( أقول : شيخ التربية هو الشيخ الحي الذي أخذ عن شيخ حي إلى صاحب الطريقة الذي هو بدوره أخذ عن شيخه الحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر أئمة أهل البيت عليهم السلام , و المقصود بالشيخ الحي الذي هو الوارث على الحقيقة لأسرار آباءه الروحيين و الطينيين و الحي حي الروح و الجسد و مشايخ الطريقة المؤهلون للتربية كلهم أحياء و إن كانوا في عداد الأموات وإنما صدق عليهم قول الله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ...) ولكي تظهر آيات الله و حججه الأخرى ليتم البناء الروحي للأمة في عقد فريد بديع يدل على الله ,

والشيخ في الطريقة لم ينقطع يوما بل كان يختفي ويظهر حسب الوعي الاعتقادي للناس بالأولياء ومدى استطاعتهم لتقبل ظهور أنوار أولياء الله فيهم ولكي لا يرى أولياء الله المجرمون لأن العرائس لا يراها سفهاء الناس و مجرموهم , والشيخ الحي الواصل الموصل إلى حضرة الله سرا وجهرا هو نور ساطع كاشف كل ظلمة محرق كل عائق شيطاني في واقع الناس وواقع قلوبهم وعقولهم و كيانهم النفسي , وهو شيخ التربية للجوارح و النفس حتى تستقيم على أمر الله , وهو شيخ التعليم لعقول الطالبين أسمى العلوم و أحقها , إذ هناك من العلوم ماهي باطل في أساسها و تؤخذ على أنها حق مطلق فمهما استعملها الطالب ازداد بعدا من الله من حيث يظن أنه يزداد قربا , لذلك فإسلاس القياد للشيخ الولي الحي المربي الذي لا شك في ولايته من الله شرط لازم لا يقبل العذر ,
حتى تتضح لك المعالم لأن الأعمى لا يبصر الطريق فكيف يدلك عليها , فيصدق عليهم المثل : قاد أعمى أعمى مثله فدهستهما سيارة فماتا و أماتا – نعوذ بالله –
والشيخ الكامل هو الذي جمع بين علم الحق و علم الناس ونظر في كتاب الخلق بعين كتاب الأمر و علمك بصغار الأمور قبل كبارها و إن كان أميا .
و هو شيخ الترقية لروحك يزكيها بسابق القسمة لك بوارد الذكر المأذون الذي هو زاد و ضمان و أمان و علامة و برهان صدق وجواز مرور و ارتياض حتى إذا بلغ الكتاب أجله جاءك نور الهدى تعرفه و يعرفك فيقول لك : أنا هدى الله و هذا رب العالمين, فحينئذ تكسى بضمان الموصل وسام الطابع الملكي فتجلس في مقعدك الذي منه نهضت يوم ( أشهدتهم ألست بربكم قالوا بلى ) , فتعطى ما تعطى وما لذلك قصدت بل الله الواحد الأحد الصمد, فهناك تلتقي بصاحب الأمر فيعرفك بإذن الله أولياء زمانك فتتعجب ممن كنت تحتقره أنه من الفائزين, و تجد زوجتك و قد سبقت لها الحسنى و تجد أنك كنت قاب قوسين أو أدنى من الضلال فاستنقذك الله , ويريك صاحب العصر والزمان كل أولياء الله ممن تعرف ومن لا تعرف و يريك الصديقين من عباد الله أهل الهدى الكامل أئمة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتسلم عليهم و تتعرفهم و تومن بهم لكي يتم إيمانك ويكمل دينك و تنظر و جه الخالص و الهادي و الجواد و الرضا و الكاظم و الصادق و الباقر و السجاد و الشهيد و المجتبى و المرتضى و الزهرا ء و زينب الكبرى و الجدة خديجة , و يدخلونك على جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم و ترى و تسمع وتقنع , و ترى مقامات الصالحين و الأولياء بمراتبها و تلتقي المسيح و أمه و موسى و هارون و ترى خليل الله في ساحة كبرى يعلم صبيانا صغارا القرآن , و لا ترى أقواما كنت تظن بهم صلاحا فتقول : ( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاخيار ..) فلا يجيبونك ..لكن تفتح لك باب فترى خلقا عظيما تتقطع الأوصال من هول رؤيته نار كأنها أعظم من الدنيا سبع مئة ضعف – أعاذنا الله - ترى فيها أبوابا عليها زبانية العذاب لكل باب جزء مقسوم, باب الكذبة و باب الحسدة و باب الكفرة الفجرة و باب الزناة و السراق و باب فيه ألف باب و باب عليها جلباب يدخل إليها كل من أذى الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و أبناءها عليهم السلام, فترى فيها قوما صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية هؤلا ء قتلة الزهراء و بعلها و ابنها و هؤلاء قتلة الحسين و الراضون بذلك و هؤلاء سواق السبايا من بنات النبوة و ترى فيها قوما يعذبون بالأجساد و النفوس و ترى هناك قوما يعذبون بالسياط الغليظة ضربة تهدم الدنيا , و قوم يعذبون لأنهم جحدوا أبناء الزهراء عليها السلام حقوقهم و منعوهم خمسهم و تسلطوا على أملاكهم و زعموا أن لا حكم إلا لله وهم كاذبون ..... وترى .... و ترى حتى تبكي منك الجفون , ثم تأخذك الأيدي الطيبة إلى باب الجنة الموعودة و يدقون لك الباب فيقولون لك هنا مستقر عباد الله الصالحين لا يدخل إليها أحد حتى يدخل أحمد و أهل بيته من آباءه و أبنائه و صالحي أتباعهم كل له لواء ..... ثم يأتيك البشر بالبشارة العظمى أن هذا عطاؤنا لا تبديل لكلمات الله مادام شهد لك شهود عدول عندنا محمد وآل بيته فتأمر بالبوح أو بالتلميح أو بالستر و التخفي لكي لا ينال عهدي الظالمون ...



هذا هو الشيخ الكامل الجامع الذي صحبته عربون وهدى و تصديقه نصر و اتباعه فلاح و الوصول على يديه حياة أبدية معجلة , فعلى قدر صدقك تعطى و خذ الحق و اترك الباطل ولا تقل أين أنا من هذا وصفه فاعلم أن الشمس لا تخفى حتى على الأعمى لحرارتها وسريانها في مادة الأشياء , وإنما يمنع الناس الشيطان الرجيم بخيله و رجله و سحره و كيده و له أعوان من بني جنسك وغيرهم لا يطردون عنك إلا بأنوار أولياء الله الذين هم قرآن ناطق معهم القرآن الصامت , ... ولعلك فهمت) .


الوجه السابع : أن الولي لا تكمل ولايته إلا إذا ختم بالطريقة الشاذلية ( أقول : لعل سائلا يستنكر , فأقول له : اعلم رعاك الله أن طريق الله واحدة هي طريق الأمم الربانية من ركب الأنبياء عليهم السلام حتى ختمت بالنبي الخاتم عليه الصلاة و السلام وعلى آله , ثم بدأت دورة الأولياء بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأصبح هو الإمام بعد النبي لأولياء الأمة قاطبة وظهرت الإمامة فيه و في نسله فكانوا المعصومين بعصمة القرآن و أسراره و عصمة الولاية و عصمة الإمامة فأهلهم الله للخلافة عنه في الأرض, وحال بين خلافتهم حال الناس يومئذ فرفع الله الخلافة الظاهرة عن الناس و حرموا نعمة العدل الإلهي المتجلي في خلافة الأئمة الأطهار ,ولو سارت الخلافة في المؤهلين إلهيا لما سفك دم و لا افتقر عبد و لارتفع الكفر من الأرض نهائيا, ولكن سبق في علم الله أن الأمة ستخطئ خط الإمامة و سيبقى ذلك متصلا حتى موعد آخر في الوقت المعلوم يستحقها قوم ادخرها الله لهم , فيظهر ثاني عشر ولي و إمام و خليفة مبشر به في الكتب السماوية كلها و في كشف الأولياء بعد ولادته من تلامذته .
وفي حياة الرسول صلى الله عليه وآله وفي حياة الأولياء الأئمة عليهم السلام أخذ عنهم أصحابهم أسرار الطريق و أنوارها كل حسب استعداده و استمداده ثم بعد غيبة الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام أخذ الناس علوم الدين والطريق من تلامذته وتلامذة آباءه و أجداده , وظهرت بإزاء ذلك كيدا من سلاطين وقتهم ’’ مدارس ’’ تدعي أن لها الإرشاد الروحي و العلمي و الفقهي بأسانيد موضوعة تنافس أهل الحق على كسب أعداد من الناس لم يتشكل وعيهم العلمي وبنيانهم الروحي بعد في حرب شديدة لإتلاف علوم الحق وأهله ,
( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره ولو كره الكافرون ) , ثم بعد تغيرات تاريخية بفعل الدهشة من غياب منصب الإمامة و الدلالة و الولاية حافظ فيها ’’ الخط السليم ’’ على سلامة و متانة بنيانه الروحي و العلمي و الرباني في كلمة واحدة رغم التواجد الجغرافي شرقا و غربا واختلاف التسميات حسب الإمكان و الوسع في جو مشحون بكراهية أهل الحق من أولياء الله , فظهر في المغرب خط السادة الفاطمية السالكين مذهب أهل البيت و مشرب العرفان الصوفي وانتقل معهم إلى تونس ثم إلى مصر التي عرفت نقلة نوعية في هذا المضمار لازالت نفحاته سارية في رمالها و نيلها و ساكنيها , فظهر أول تجلي حق للتصوف الجامع بين الجلال و الجمال على مذهب الأطهار القادم من جيلان شمال إيران ليصبح أول غوث يصرح بمقام القطبية النائبة مناب الإمامة المعصومة في العراق المجيد في بغداد الكاظمية وهو المعظم الفخم المولى عبد القادر الجيلاني قدس الله سره ,
ولعل شهرته أطبقت الأفاق ببركة إلهية و ربانية خطه وقوة الصدع الملكوتي فيها بإذن مولانا صاحب العصر و الزمان وبتوجيه لا نعلم حقيقته من مكان غيبته , حتى استعملت شهرته من قبل أعداء أهل الحق ليغطى بها على مقامات الأئمة الأطهار عليهم السلام- ولا ذنب له- لتفريق مسلمي العراق ولا زالت الخطة سارية المفعول إلى اليوم , ثم بعدها انتقل المقام إلى المولى أبي يعزى الغوث قدس الله سره ببلاد المغرب مع تنوعه في أقطاب عرفانية ظهرت في زمن واحد ومتقارب كالسيد الرفاعي المقدس عليه السلام ثم سرعان ما انتقل إلى المولى السيد الحسيني أبي مدين الغوث عليه السلام ببلاد المغرب

ثم عبر القطبانية العظمى
للقطب المقدس المولى عبد الرحمن المدني
رضي الله عنه عليه السلام


إلى الغوثانية المعظمة
للسيد المعلى صاحب الجبل
المولى عبد السلام بن مشيش
عليه السلام
حفيد المولى إدريس الأكبر بن الإمام عبد الله الكامل بن المولى المقدس الحسن المثنى بن مولانا الإمام الحسن المجتبى بن مولانا أمير المومنين الإمام علي عليه السلام والمعظمة فاطمة بنت سيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم .
وأخفى مقامه و هو الرجل المتصرف بإذن من له الإذن , و لأنه كان يعرف أي مكان هو فيه , ثم انتقل المقام بإذن صاحب الأمر إلى الباحث عن قسمته من العراق وهو المغربي ميلادا من نسل الأطهار الجامع بين النسب الحسني الإدريسي و النسب للأئمة الأطهار وهو المولى المقدس و الغوث المفخم سليل العترة السيد الإمام الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله الشاذلي عليه السلام والرضا والرضوان .

الذي قيل له : ياعلي من لم يأتي من بابك من بعدك فلن يعرفني و من حاد عن طريق الهدى ضل و ستحي ياعلي حتى يأتي الأشقر الذي يعلو بعدك و يسكن أرضا عرفت بشمعها ثم في ولده من وجيهتك الذي يحيى حتى يلقاني في يوم حرام وشهر حرام ... ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين .....) ثم أنشأنا بعد ذلك قرنا آخرين , وانتقل الشاذلي بعد ذلك إلى شاذلة بتونس فسماه الله الشاذلي ثم نزل أرض مصر و سكن الإسكندرية ومضى إلى ربه في حميثرا في الطريق إلى الحج و أخلف الله بعده صهره الشيخ القطب الغوث المقدس الأشقر أبي العباس المرسي ساكن الإسكندرية عليه السلام وهو زوج السيدة الحرة الوجيهة عريفة الخير بنت الإمام الشاذلي , ولها من السيد المرسي ابن بلغ في الولاية شأوا عظيما ورث بعد أبيه مقام الغوثانية بوعد جده له و تنصيب من صاحب الأمر , وهو السيد أبي المفاخر تقي الدين محمد بن الإمام المرسي و السيدة الوجيهة عريفة بنت المولى الإمام الشاذلي أبو الحسن عليهم السلام , وهو صاحب كتاب ’’ النبذة الكافية ’’ و المعروف ب : ’’ سبط الشاذلي’’ وهو حي يرزق و من المدخرين لحماية أسرار الطريقة الشاذلية المشيشية, التي هي امتداد حق حقيق لخط الأئمة الروحي والعلمي عليهم السلام .

وقد تتعدد المشارب بعد ذلك داخل هذه الطريقة إخفاء وصونا وتسهيلا لانتشارها و أخذ الناس لها , لا كهذا التعدد الطرقي الممزق لجسم الأمة المدخل عليها الحيرة في دينها , فالطريق واحدة و إن تعددت المشارب وليس بعد هذا إلا الظلال , أما الإستمداد من صاحب الأمر روحا فهذا أمر معروف عند أهل الله , وإلا كيف يكون الولي وليا لله وهو لا يعرف الولي الأعظم لله يعسوب الدين , إنما لم يكونوا يصرحوا لكي لا يتهموا بالرفض و يواصلوا المسير في هدوء نائين بالقافلة معاطب الطريق , أما ونحن على مشارف عودة الروح الحق لامجال للمداهنة في توضيح الحق و إزالة تلبيس إبليس) .

الوجه الثامن : أن بواطنهم منطوية على ماكانت منطوية عليه بواطن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من التوحيد الخالص الذي هو توحيد الأنبياء والرسل وعليهم السلام .

الوجه التاسع : أن المبتدئ إذا دخل طريقهم بصدق طوية وحسن سريرة يجتمع لأول وهلة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة وتدوم معه إلى أن يحصل له الوصول ويتمكن فيه , فحينئذ لا يفارقه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبدا , ثم ساق مقالة الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وهي : لو غاب عني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين , وذكر أن سيدي أبا العباس المرسي و سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري وسيدي علي وفا ووالده سيدي محمد بحر الصفا وسيدي داود الباخلي وسيدي أحمد زروق و أستاذ شيوخنا سيدنا مولاي العربي الدرقاوي وتلميذه الأستاذ سيدي محمد بن حمزة ظافر المدني قدس الله أسرارهم , وكلهم قالوا مقالة الإمام الشاذلي رضي الله عنه وعنهم .
وقال : هذا خاص بأهل الطريقة الشاذلية , وإن كان غيرهم من أهل الطرق لهم الاجتماع به صلى الله عليه وآله وسلم لكن لم ينخرق الحجاب بينهم وبينه مثل ما انخرق لأهل الطريقة الشاذلية رضي الله عنهم وثبتنا على منهجهم القويم

الوجه العاشر : شهادة من عاصر الإمام الشاذلي رضي الله عنه من سلاطين العلماء وسادات أهل العصر الأعيان الفضلاء , كالأستاذ عز الدين بن عبد السلام , والإمام القسطلاني , وابن دقيق العيد و المنذري و شمس الدين الأصفهاني وتقي الدين السبكي وابن سراقة وابن عصفور كلهم وغيرهم كثير اعترفوا بولايته وخصوصيته وظهوره بالحق المبين وكلهم أخذوا عنه العهود والأوراد وكانوا يحضرون معه في مدارس الذكر والسماع ويتبركون بدروسه التفسيرية و الحديثية في المدرسة الكاملية بمحروسة مصر .

الحادي عشر : أن أهل الديوان رضي الله عنهم وجعلنا منهم كلهم شاذلية , ولا يدخل أحد من أهل الدائرة والعدد للديوان إلا إذا تشذل , ,وإن بلغ الولاية في طريق غيرها فإذا دخل الديوان أخذ الطريقة الشاذلية عن الغوث , لأنها أمان للولي من السلب وسوء الخاتمة و العياذ بالله .

الثاني عشر : أن المريد إذا دخل الطريقة الشاذلية صادقا مخلصا قاطعا للعوائق والعلائق حصل له الفتح في أقرب وقت وأسرع مدة لأنها طريقة الاجتباء , قال الله تعالى : ( يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب )
وإن كانت بدايتها إنابة و نهايتها اجتباء .

الثالث عشر : أن الطريقة الشاذلية طريقة التربية بالهمة والحال والمقال ثم ساق ما يشهد لهذا الموضوع من كلام الله و كلام أهل التواضع و الفتح و الخشوع .

الرابع عشر : أنهم جامعون بين الشريعة والحقيقة , ظواهرهم معمورة بالمتابعة في الماضي والآتي, وبواطنهم مستنيرة بمشاهدة أنوار الذات , وأنهم لا يحجبون بجمع ولا فرق , يعطون كل ذي حق حقه , ويوفون كل ذي قسط قسطه وهذه حالة كمل العارفين رضي الله عنهم وجعلنا منهم آمين .

الخامس عشر : أن علومهم مؤيدة بالكتاب والسنة .

السادس عشر : أن إمامها الأكبر سيدي أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه كان هيكلا ذاتيا ولطيفة ربانيا , وأنه وكذا جميع من اتصل بسند طريقه إلى قيام الساعة كلهم ذاتيون, و أنه لا تطلق هذه النسبة على غيرهم من أرباب الأحوال المجاذيب وأهل الشطحات ولو ظهرت منهم الخوارق بكثرة , فإنهم من عامة الأولياء الصفاتيين لا من خواصهم الذاتيين وبين معنى الذاتيين و الصفاتيين بما يسر البال , فراجعه تحظ بكل نوال و تطرب في الحال و المآل .
( قلت : وكذلك كان المولى عبد السلام بن مشيش رضوان الله عليه , لأنهم جمعوا نسبا بين الدوحتين الحسنية والحسينية و العلوية و الفاطمية وكلهم محمديون إبراهيميون فكانت ذاتهم روحانية شفافة نورانية وراثة من نسل الأئمة الأطهار عليهم السلام وتأهيلا إلهيا واصطفاء لمهام خاصة و اختيار رباني محض لا دخل للخلق فيه إلا بإذن الله , و التكوين الخلقي له دور كبير في مقامات النبوة و الولاية و الإمامة و الخلافة عن الله في الأرض, ومن أجل هذا حسد الغير أهل البيت عليهم السلام حتى وصل الأمر بهم إلى التقتيل و التنكيل و التشريد والنفي و الطرد نعوذ بالله من ذلك ) .

السابع عشر : أن الإمام المهدي الذي يكون آخر الزمان رتبته في الولاية كرتبة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه , لأنه خليفة الله , وهيكل ذاته لطيفة إلهية و ذات صمدية , ثم علل
ذلك رضي الله عنه بما يثلج الصدر .


قلت : ( لا شك أن مقام مولانا أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه سلام الله عليه مقام رفيع في الولاية بحيث أن هناك إجماع على أنه لم يأتي بعده مثله إلا أن يكون هناك وليا من الأفراد من جلساء الغوث وأصحابه و لو تباعد تواجدهم التاريخي , فرد مفرد من أوتاد المجلس الإلهي النبوي المقدس, و من السكان الأزليين بجنب الحضرة الربانية على منابر من نور مرصودة لأهلها لا يتناهى إلا إليها , لكن قول المؤلف يتناقض و الأحاديث المتواترة عن رسول الله والأئمة الأطهار عليهم السلام و تقريرات السادة الأولياء و العلماء الربانيون إلا شطحات لبعض الناقلين عن كتب العرفان الصوفي دون معرفة دقيقة بكلامهم ممن لم يمزج المطالعة بالسلوك , ولهذا وجب التوضيح بإيجاز , ليعلم السامع والناظر أن كل العارفون السادة الأولياء عليهم السلام يعرفون كل دقيقة من أخبار أهل الله كانوا أنبياء أو أولياء على مراتبهم, لكن هناك أمور مشتركة لا يكون الولي وليا لله حتى يعرفها ولو على سبيل الإجمال, خاصة كون رسول الله خاتم الرسل و الأنبياء ولا نبي بعده عليه وعلى آله الصلاة والسلام وأن باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأن الأئمة المفترضين الطاعة والذين أكمل الله بهم الدين هم عدة أشهر الله اثنا عشر رجلا إماما سيدا ووليا و أن خاتمتهم القائم المنتظر في غيبته كما غاب نبي الله موسى عليه السلام , و المطاع في ظهوره , وأنه خليفة الله الذي خلقه على صورته و أيديه بما أيد به جده عليه وعلى آله الصلاة والسلام ليعيد الحياة إلى أمة الإسلام ,

و أن في غيبته سيظهر الله أولياء له يشهدون للناس أحيانا و يختفون أخرى بحسب الزمان, ينوبون منابه في مشافهة الناس و أحيانا يتجلى فيهم نور القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيكون منهم أغواثا في الأمة نيابة عنه وأقطابا و أوتادا بعد و أبدالا ونقباء و نجباء و رجال جرس و حرس , حتى عد بعض الصوفية من غير الطريقة الشاذلية المشيشية ’’ المهدوية ’’ مقاما عرفا نيا رفيعا يصل إليه السالك , ومن هنا جاء تلبيس إبليس مدعوما بنصوص مفتراة تشوش تفكير الأمة - في موضوع الإمام المهدي عليه السلام و نسبه و عرفانه ومقاماته , أمام زخم من يكتب في هذا الموضوع دون تثبت وروية, ومن ينقل الغث والسمين - و تبعد من في قلبه الجحود والنفاق عن نطاق الرعاية الإلهية الخاصة التي حبا بها الله تعالى أتباع السادة الأطهار عليهم السلام , وإلا فالشاذلي أجل تلامذة المولى المقدس الحجة القائم عليه السلام .

الثامن عشر : أنه لم يثبت عن أحد من مشايخ الشاذلية انجذاب أحد مريديهم حتى غاب عن إحساسه , وفني عن عالم جنسه , حتى هتك أسرار الحقيقة , وتفوه بما نهت عن إظهاره الشريعة , إذ لا يصدر هذا إلا من ضعف المشاهدة , إما من أستاذ حيث زقه بما لا يطيقه , لعدم تمكنه , وإما لضعف استعداد التلميذ , وفتور مجاهدته أو وقوفه مع شهوته , وبسط في هذا المقام كلاما رفيعا فليراجع .

التاسع عشر : أنه لا تطلق سلسلة الذهب عند أهل الله إلا على أهل الطريقة الشاذلية , لأنها مسلسلة بالأقطاب , ومعنعنة بهم .

العشرون : أنهم لا يخفون أنفسهم ولا ولايتهم , ثم علل ذلك رضي الله عنه بما يسر البال بحول الله الكبير المتعال .

الحادي و العشرون : أن الطريقة الشاذلية طريقة الغنى بالله والفقر إلى الله ورفض ما سواه , ثم بسط الكلام على هذا الموضوع وبين أسرار تخليهم رضي الله عنهم عن الدنيا القاطعة عن الله , وذكر سندهم في لبس الخرقة و المرقعة وبعض الأكابر من السلف والخلف الذين لبسوها , وسرد جماعة من تلا ميذ الشيخ الأكبر مولانا العربي الدرقاوي الذين كانوا يلبسونها و يلبسونها رضي الله عنهم و أكرمنا بما أكرمهم بمنه آمين .

وذكر أن كثرتهم بلغت حدا من التواتر لا يدخل تحت حصر , وجلهم علماء فضلاء .

الثاني والعشرون : أن القطب الكامل مولانا عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه ضمن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن طريقه لا ينقطع منها شيخ التربية إلى يوم القيامة , ثم استدل على ذلك بدلائل قطعية , لا متكلم فيها عند أهل النهى .
وبين بعض أحوال أهل هذه الطريقة المباركة في كمال التراحم والتناصح في الله , وماهم عليه من كمال الغض و الصفح , والاعتناء بإصلاح بواطنهم التي هي بيت القصيد بإجماع أهل الرأي السديد .

الثالث و العشرون : أنهم يعاملون أعداءهم بما يعاملون به أحبابهم من مكارم الأخلاق , وذكر أسرار ذلك ..

الرابع والعشرون : انتشار رجال هذه الطريقة في الأرض انتشار الشمس في الطول والعرض , وانتفاع الوجود بأذكارهم ومذكراتهم , والتوسل بإمامها إلى الله تعالى في قضاء الحوائج والمهمات في الماضي و الآت , وأن أهل المحشر يزدحمون يوم القيامة على الطريقة الشاذلية , جعلنا الله منهم .

الخامس والعشرون : الجواب عن كون أهل هذه الطريقة المباركة المحمدية مختارون من اللوح المحفوظ , وهل ذلك كان في عالم الأشباح أو في عالم الأرواح ؟ ولماذا لا يكون القطب إلا منهم دائما ؟ وبسط رضي الله عنه في أسرار هذا الموضوع , وبين أن الأستاذ الحي لا بد لكل أحد منه , وإن بلغ ما بلغ , وأنه لا يصح الاكتفاء بالأموات في طلب الوصول , لأن الولادة المعنوية كالولادة الحسية , وذكر ما يؤيد ه ذلك نقلا وعقلا , وسنده في الطريق و ذكر أيضا أن الأستاذ الأكبر مولانا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ورحمه الله سمع هاتفا ينوه بالأستاذ مولانا عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه يوم ولادته , وأنه مشى إليه من طريق الطي يومها ومسح عليه ودعا له رضي الله عنه , وأن سيدنا ومولانا عبد السلام بن مشيش قدس الله سره أستاذ الأقطاب الثلاثة : سيدي أبي الحسن الشاذلي و سيدي إبراهيم الدسوقي وسيدي أحمد البدوي رضي الله عنهم , وذكر السر في اختصاص هذه الطائفة بالقطبانية الكبرى دون غيرها من الطرق .


في الختام أقول : أنا عبد ربه المهتدي بهدي الله العلي والنور الجلي , أن إتياننا بهذا العارف الرباني ليخبر القلوب المشتاقة و النفوس الزكية عن جلالة طريق مولانا عبد السلام بن مشيش و تلميذه المولى أبي الحسن الشاذلي قدس الله سرهما , ليكون أبلغ ولأكون تركت الناس في زماننا ينصتون للرجال عندما يتحدثون عن طريق الله الأعظم الذي حدثكم عنها هذا الشيخ الكريم الذي ترجم له صاحب الطبقات العلامة الكوهن الفاسي رحمهم الله ورضي الله عنهم .

القصد من وراء هذا- والقصد لله و الله هو المقصود - حتى يعود الحق إلى أهله و يعرف طالبوا وجه الله الحق من الباطل فلا يتيهوا في لجج معاطب لصوص الطريق المتلبسين لباس التصوف , وهذ النصيحة ... و أبدا بنفسي ومن في طريقتنا حتى يصححوا عزمهم وانتسابهم لله ولرسوله و لأئمة المسلمين أدلاء الطريق الى الله , ولكيلا تضيع منا المعالم و يلتبس الحق بالباطل , وهذه واجبات الغيورين على طريق الله .


والسلام عليكم يبلغ السماء و الأرض تحية وسرورا في قلب أهل الله جميعا ورحمة الله وبركاته .


مقال صادر من مكتب مشيخة الطريقة الشاذلية المشيشية مقتطف من كتاب مولانا شيخ الشاذلية المشيشية تاج العارفين السيد العميد الشيخ نور الهدى الإبراهيمي الأندلسي الشاذلي رضي الله عنه , المسمى : ’’ الحقيقة العلية في تشييد الطريقة الشاذلية المشيشية ’’ .


في الذكرى السنوية لموسم القطب المولى أبي الحسن الشاذلي
قدس الله سره في عرفة ذي الحجة ’’ بحميثرا ’’ بصعيد مصر

التي تزامنت هذا العام 1428 ه مع ذكرى عيد الغدير عيد الله الأكبر و ذكرى ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام .


نبارك للأمة الإسلامية العظيمة أعيادها , و لمحبي و أتباع السيد المسيح نبي الله عيسى عليه وعلى أمه السلام .







أعده للنشر على الانترنيت وعلى صفحات ’’ الشاذلية برس ’’

محمد سيف الدين ياسين مرسي
مسجد العطارين القديم
مكتبة الشيخ أبي العباس المرسي رضي الله عنه
الإسكندرية/ مصر المحروسة

وصايا الإمام أبي الحسن الشاذلي المعظم قدس الله سره




بسم الله الرحمن الرحيم




اللهم صلي على مولانا محمد وعلى آله عدد نعمك وجودك وسعة ملكك وسلطانك كما تحب وترضى صلاة دائمة بدوامك مستقصية جميع رحماتك تنجلي بها عنا الظلمات و تنكشف عنا المدلهمات ونبلغ بها أرفع مراقي العز و أبهاها و أنورها و أسناها وتفرج بها عنا وتسمع بها منا وتكون لنا كما كنت لمولانا محمد وآل بيته ولأنبيائك و رسلك وسائر أوليائك إنك ياربنا قريب سميع وكيل متكفل بي وبمن أحاطت وتحيط به شفقة قلبي وإشراف عنايتي من ذوي العهد الميمون والسر المكتوم و النبأ المعلوم ,فأيما باغ وحاسد وحاشد و عدو وطارق من الخلق انتوى مع العزم كيدنا وضرنا أخذته غاشية من عذاب الله لاتبقي ولا تذر إنك يامولانا الموجود الحق و الإله الحقيق و سلم تسليما على مولانا محمد وآله لا تغادر من السلام الذي هو أنت والذي هو منك إلا متعت به مسامعه و مسامعهم دائما سرمدا كما أنت وهم أهله إنك الرب المجيد .











وصايا السيد الغوث


مولانا أبي الحسن الشاذلي


رحمه الله تعالى وقدس سره العزيز






مرتبة على حروف الهجاء






عن مخطوط مكتبة الأزهر العامرة






حرف الألف


إيَّاكَ والعجزَ، فإنه شين الدِّين، وبئس القرين


.إيَّاك والعجزَ، فأولُّه جُنونٌ، وآخره ندمٌ.إيَّاك والبطنة، فمن لزمها كثُرتْ أسقامه، وفسدت أحلامه


.إيَّاك وطاعةَ الهوى، فإنه يقودُك إلى كلِّ محنة


.إيَّاك والمنَّ بالمعروف، فإنَّ الامتنان بالمعروف يفسد الإحسان


.إنَّما العقلُ التخوف من الإثم، والنَّظر في العواقب، والأخذِ بالحزم


.إنمَّا الناس عالمٌ ومتعلمٌ ومستمعٌ، وما سواهم هَمَج.


إنَّما العالم مَنْ قَادَه علمُه إلى الورعِ، والزهدِ في عالم الفناء، والرغبةِ في عالم البقاء


.إنَّما يَعرِفُ الفضلَ لأولي الفضلِ أولو الفضل.




حرف الباء


بحسن الموافقة تدوم الصحبة


بالإحسان يستبعد الإنسان.


بالتواضع تُعرف الرفعة


.بالتوفيق تكون السعادة


.بالصدق يكون النجاة.


بالرفق تدرك المقاصد


.بالإخلاص ترفع الأعمال


.بالتواني يكون الفوات.


بقدر اللذات يكون التنغيص.




حرف التاء


تكاد ضمائر القلوب تطلع على سرائر الغيوب


. تجرع غصص التحكم يطفي الغضب.


تكثرك بما يبقى لك ولا تبقى له، من أعظم الجهل.


تتبع العيوب من أعظم الذنوب.


تناس مساوي الناس تستدم ودهم.




حرف الثاء


ثمرة العلم معرفة الله تعالى.


ثمرة الإيمان الفوز بالله تعالى.


ثمرة الوعظ الانتباه.


ثمرة العقل الاستقامة.


ثمرة الحزم السلامة.


ثمرة اللجاج العطب.


ثمرة العجز فقط الطلب.


ثمرة الزهد الراحة.


ثمرة الحياة السقم والهرم.


ثمرة المجاهدة قهر النفس.




حرف الجيم


جميل الفعال يوجب حسن الجزاء


جود الإنسان يوجب له الإحسان وجميلته يعطيها السخاء.


جميع السيئات تمحوها الحسنات.




حرف الحاء


حكمة الحكمة الإعراض عن دار الفناء، والوله بدار البقاء.


حد العقل النظر في العواقب والرضا بما يجري به القضاء.


حرام على كل ذي عقلٍ مغلوب بالشهوات أن ينتفع بالحكمة.


حرام على كل قلب متوله بالدنيا تسكنه التقوى.




حرف الخاء


خير العلوم ما أصلحك


خير العمل ما صحبه الإخلاص.


خير إخوانك من واساك، وخير منه من كفاك.


خير من صاحبته ذو العلم والحلم.


خير من شاورت ذو النهى والعقل، وأولو التجارب والحزم.


خير الاجتهاد ما قارنه التوفيق.


خير الناس من أخرج الحرص من قلبه، وخالف هواه في طاعة ربه.




حرف الدال


دار عدوك وأخلص له ودك تحظ بالآخرة وتحز المروءة.


دع الانتقام فإنه من سوء أفعال المقتدر، ولقد أخذ بجوامع الفضل من ردع نفسه عن سوء المجازات.


داو الغضب بالصمت.


داو الشهرة بالعقل.




حرف الذال


ذلَّ في نفسك وعز في دينك.


ذل الرجال في المطامع.




حرف الراء


رأس الإيمان الصدق.


رأس الإسلام الأمانة.


رأس النفاق الخيانة.




حرف الزاي


زين المصاحبة الاحتمال.


زهدك في الدنيا ينجيك، ورغبتك فيها توديك.


زخارف الدنيا تفسد العقول الضعيفة.


زينة البواطن أجمل من زينة الظواهر.


زينة الإيمان طهارة السرائر وحسن العوامل في البواطن لا الظواهر.


زيادة الشهوة تزري بالمروءة.


زهد المرء فيما يفنى على قدر رغبته فيما يبقى.




حرف الطاء


طوبى لمن راقب قلبه وأقلع عن ذنبه.


طوبى لمن غلب نفسه ولم تغلبه.


طوبى لمن ملك هواه ولم يملكه.


طوبى لمن كابد هواه وكذب مناه.




حرف الظاء


ظن المرء ميزان عقله، وفعله أصدق شاهد على أهله.


ظن العاقل خير من يقين الجاهل.


ظالم الحق من نصر الباطل.


ظفر الكريم ينجي، وظفر اللئيم يردي.


ظلم المرء في الدنيا عنوان شقاء الآخرة.


ظلم المعروف من وضعه في غير أهله.


ظلم الحكمة من وضعها في غير أهلها.


ظل الكرام رعاني، وظل اللئام رداني.


ظن أولي النهى والألباب أقرب شيء إلى الصواب.






حرف الكاف


كل عارف خائف


.كل قانع غني.


كل عاقل مغبون.


كل طامع أسير


.كل حريص فقير.


كل فان يسير.


كل راض مستريح.


كل برء صحيح.


كل جمع إلى شتات.


كل داء يتداوى منه إلا سوء الخلق.


كل شيء يميل إلا طرائف الحكمة.


كل شيء يستطاع إلا تغير الطباع.


كم من غني يستغنى عنه، وكم من فقير يفتقر إليه.


كم من أكلة منعت أكلات.


كم من طالب خائب، وكم من مرزوق غير طالب.


كم من مغرور بالستر عليه.


كم من مستدرج بالإحسان إليه.


كم من مبتلى بالنعماء ومنع عليه بالبلاء.


كم من غني فقير.


كم من فقير غني.


كفى بالغفلة ضلالاً.


كفى بالشيب نذيراً.


كفى بالتكبر تِلافَاً.


كفى بالاغترار جَهلاً.


كفى بالمرء عثرة أن يبصر من عيوب الناس ما يخفى عليه من عيوب نفسه.


كفى بالمرء جهلاً أن ينكر على الناس ما يأتي بمثله.


كفى توبيخاً على الكذب علمك بأنك كاذب.


كثرة الأماني من فساد العقل.


كثرة الغضب تزري بصاحبها وتبدي معايبه.


كثرة الأكل من الشره.


كثرة الدنيا قلَّة، وعزها ذلة.


كن بالوحدة أنيساً يفر منك قرناء السوء.


كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن الحليم إذا أحرجته.


كل ما ارتفعت رتبة اللئيم نقص الناس عنده، والكرم ضد ذلك.


كلما قَوَت الحكمة ضعفت الشهوة.




حرف اللام


للأحمق في كل قول يمين.


للإنسان فضيلتان النطق والعقل، فبالعقل يستفيد، وبالنطق يفيد.


لينهك من معايب الناس ما تعرفه من معايب نفسك.


لن يهلك العبد حتى يؤثر شهوته على دينه.


ليس التملق من خلق الأتقياء.


ليس لمتكبر صديق.


ليس مع الاختلاف إيتلاف.


ليس مع الشهوة عفاف.


لو عقل أهل الدنيا لخربت.


لو كنا نأتي لما يأتوا ما قام للدين عمود ولا اخضر للإيمان عود.


لسان المرائي جميل، وفي قلبه داء دخيل.


لسان الحال أصدق من لسان المقال.




حرف الميم


من جهل قل اعتذاره.


من حذرك كمن بشرك.


ما تواضع إلا رفيع، ولا تكبر إلا وضيع.


ما أحسن العفو مع الاقتدار، وما أقبح العقوبة مع الاعتذار.


من أكرم بحدثه حسن مشهده.


من خبث عنصره ساء منظره.


من احتاج إلى الدنيا صحب الأدنياء.


من احتاج إلى الآخرة صحب الأتقياء.


من اعترف بالجريرة فقد استخفت عليه العقوبة.


من لم تؤدبه الكرامة أدبته العلامة.من لم ينصت لحديثك فارفع عنه مؤنة الاستماع منك.




حرف النون


نعم الله أكثر من أن يشكر عليها إلا ما أعان الله عليه، وذنوب بني آدم أكثر من أن تغفر إلا ما عفا الله تعالى عنه.


نعم الزين حسن الخلق.


نعم الملبوس العافية.


نعم العبد من خالف هواه، وأقبل على طاعة مولاه.




حرف الصاد


صلاح السرائر من صحة البصائر، وحسن العمل بالبواطن لا بالظواهر.


صن عرضك تكف أذاك.


صل من وصلك ولا تفصل من فصلك.


حرف الضاد ضلال الدليل هلاك المستدل.


ضل من اهتدى بغير هدى الله.


ضاع من كان قصده غير الله.


ضادد الجزع بالصبر، وضادد التكبر بالتواضع، وضادد الهوى بالعقل.




حرف العين


عليك بالآخرة تأتيك الدنيا جامعة صاغرة.


عليك بالحكمة فإنها الخليلة الفاخرة.


عليك بالسكينة فإنها أحسن وأفضل زينة.


عليك بالمواصلة والموافقة، وإياك والمقاطعة والمفارقة.


على قدر شرف النفس تكون المروءة.


على قدر الدين يكون اليقين.


عند حضور اللذات والشهوات يتورع الاتقياء.


عجبت لمن يظلم نفسه كيف ينصف غيره.


عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه.




حرف الغين


غاية المعرفة أن يعرف المرء نفسه.


غاية الإنصاف أن ينصف الإنسان من نفسه.


غاية الإيمان الموالات والمعادات لله.


غناء العاقل بقلبه.


غناء الجاهل بماله.


غض الطرف من المروءة.


غيروا العادات تسهل عليهم الطاعات.


غير منتفع بالموعظة قلبٌ معلَّق بالشهوات.


غلبة الهزل تبطل عزيمة الجد.




حرف الفاء


في تصاريف الدنيا اعتبار.


في السكون إلى الغفلة اغترار.


في كل نظرة عبرة.


في حسن المصاحبة ترغب الرفاق.


في خلاف النفس رشدها، وفي طاعتها غيها.


فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه.


فاز من ملك هواه، وملك دواعي نفسه.


فاز من كابد هواه وكذب مناه.


فروا إلى الله تعالى، ولا تفروا منه، فإنه مدرككم ولن تعجزوه.


فوت الحاجة أهون من طلبها من غير أهلها.


فاز من استبصر بنور الهدى وخالف دعاو الهوى.




حرف القاف


قليل من الأدب خير من كثير من النسب.


قول لا أعلم نصف العلم.


قل من صبر إلا ظفر.


قلة الأكل تمنع من إعلال الجسد.


قلة الخلطة تصون الدين، وتريح من مقارنة الأشرار.


قلوب الرجال وحشية، مَن ألفها أقبلت عليه.


قدرتك على نفسك من أعظم القدرة، وأمارتك عليها خير الإمارة.


قاربوا الناس بأخلاقهم تأمنوا غوائلهم.


قدموا بعضاً يكون لكم، ولا تحلفوا كلا يكون عليكم.


قبول عذر المذنب، من تواجب الكرم ومحاسن الشيم.




حرف السين


سبب فساد العقل الهوى.


سبب الشقاء حب الدنيا.


سبب الفتنة الحقد.


سبب الفرقة الاختلاف.


سبب السلامة الصمت.




حرف الشين


شر إخوانك المواصل عند الرخاء والمنقطع عند البلاء.


شر الخلائق المتكبرون.


شر الشيم الكذب.


شر النوال ما تقدمه العطل وأعقبه المن.


شر الناس من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره.


شر إخوانك من أغرك بالعاجلة عن الآجلة.


شر الأصحاب سريع الانقلاب.


شر الأمور التسخط بالمقدور.




حرف الهاء


هدى الله نور في القلب يفرق به العاقل بين الحق والباطل


اهرقوا دموعكم من خشية الله تنجوا من عذاب النار




حرف الواو


ويل لمن نسي آخرته بدنياه.


ويح من خالف مولاه واتبع هواه.


ويل لكل ظالم بغي، وفاجر غوي.


واروا عوراتكم بالإحسان.




حرف لام ألف


لا تأمن مَنْ نَمَّ لك أن ينمَّ عليك.


لا تأمن من المكر ولا تنسوا الفضل.




حرف الياء


يستدل على عقل المرء بحسن مقاله، وعلى طاهر أصله بجميل فعاله.


يسير الرياء شرك.


ويسير الظن شك.


يسير الهوى يفسد العقل.


يسير الحق يدمر كثير الباطل.


يدُ الله أبداً عالية.


يوم العدل على الظالم أشد من يوم الظلم على المظلوم.




*******
كمل المجموع بحمد الله وحسن عونه، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعبده. على يد أفقر الورى إلى الله محمد بن محمد الصباغ الأندلسي غفر الله له ولوالديه ولمن دعا له ولجميع المسلمين، ووافق الفراغ سنة 1093
,,,,,,,,,,,




ورد عن سيدنا ومولانا شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة وسر الله في أرضه الشيخ النوراني الروحاني الكامل سيدي نور الهدى الإبراهيمي الأندلسي الشاذلي قدس الله سره في حق هذه الوصايا أنها دخائر ومكنونات وأسرار وأنوار, على السالك المريد وجه الله أن يستنير بها في طريقه ويجعلها نبراسا يستوضح بها معالم الطريق إلى الله